• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

سهواً

أحمد عبدالرحمن جنيدو

سهواً

-1-

سقطتْ سهواً على الخدِّ

دماً يستعجلُ الموتَ، يصيحْ.

كحماقاتِ فتىً من جزئهِ التالفِ

 يبني ثورةً لا تستريحْ.

أنا هذا العمقُ في التكوينِ،

لا أمٌّ أداريها،

ولا صيفٌ بعيني،

يرفعُ الشأنَ سوى شكلُ الضريحْ.

ليسَ لي غيرُك أرضٌ،

ليسَ لي غيرُك ريحْ.

أشجعُ الشجعانِ قلبي،

حين أرسى فوق ذرّاتِ دفينِ الأصلِ

آلامَ جريحْ.

أقتفي آثارَ غرناطة َفي عينيكِ،

أسهو بازدحامِ الموتِ ربّاناً ذبيحاً،

إنَّ أحلامي الذبيحْ.

أنتشي منتصراً،

أندلسُ العظمى رضيعي

ومصابيح سهادي،

أسقطوا عهداً أذابَ الشمسَ،

يبكونَ صليباً مدَّ أوثاقَ المسيحْ.

خانقٌ وعدي،

تغطـّيني عيوبُ الإنّ،

والخثرانُ في أوردة ِالنصرِ،

أبيضُ القبحَ لوناً لسماتي،

 وأبولُ البؤسَ رمزاً لصفاتي،

أعتلي النشوةَ حيراناً بغدرٍ،

أزرعُ المقتَ سبيلاً آجلاً،

قتلاً صريحْ.

أفتحُ الحقدَ أرى نفسي صلاةً لملاكٍ هرمٍ،

يسقي بإبريقِ الجنانِ الغمَّ،

شاختْ قصّتي البكـْرُ،

ولا تغرفني،

تشملني، ينبلجُ الجرحُ،

سأدمي الأرضَ والهيهاتَ

والحبَّ الخرافيَّ، فلا لومَ،

يُرى استجداءَ عطفٍ نادبَ الفكرِ الصحيحْ.

سقطتْ سهواً دموعي

وبكاءُ القهرِ نورٌ ومثيرٌ،

وعظيمٌ، وفصيحْ.

يكتمُ السرَّ،

 وراعي أغنياتي يأكلُ العشبَ حناناً،

سرمدّياً يستجيرُ الشمسَ من أقنعتي مكتئباً،

واللفـظ ُ يستوحي ابتهالاً

من أنينِ العيشِ مهزوماً،

فهلْ قالَ القبيحْ.

-2-

شاحبٌ وجهُ المساءِ.

يَرضعُ الحلم من الأقدامِ،

لا يُغتسلُ الموتُ،

 لأصحو من تباريحَ الغواءِ.

شاحبٌ لونُ السماءِ.

عابرٌ وجهُ حبيبي في سكونٍ يعتريني،

يكسرُ الصمتَ،

يغيدُ الحبَّ أعراسَ انتشاءِ.

برجوعِ المطرِ الشعبيِّ،

كي ينتعلَ الوجهَ لحاءِ.

لستُ أرجو في سقوطي غيرَ أمّي،

إنّ أُمّي رحمٌ أعفانُهُ من طهـْرِ ماءِ.

عانقيني يا سنونو،

جسدي رحلتك الأُولى،

من البحرِ إلى الشرِّ خلاصاً لاكتفاءِ.

عاتبيني قد نسيتُ الفجرَ،

عند الخبز ِ منتوفاً هزيلاً،

جائعاً من دمِنا المصنوعِ

خصّيصاً لكأسِ الغرباءِ.

واعذريني،

قد هزمتُ اليومَ من جسمي،

سأثغو،

صوتـُنا المخنوقُ أضحى سالفاً

يحفرُ أوكاراً،

 ليسهو هارباً من جبروتِ الأغبياءِ.

أنا بردٌ آدميٌّ،

خجلي فلسفةُ الكينونةِ المُثلى،

وجرحي يـُبلغُ الشيطانَ أسراري،

وجدّي قمرٌ في سجنِنا الدائمِ،

ألغي رغبةَ العيشِ فأحيا،

وأموتُ الآنَ والعينانِ للرملِ إناءاً فإنائي.

خارج ٌعن نصِّهمْ صوتي،

ينادي قاتلَ النسرينَ،

يرسي سفناً فوق قوامي، يصفحُ الكفرَ،

ويهذي حلمَهُ عشرينَ بؤساً بندائي.

أصلحي شرذمتي،

 أيقنتُ وقعي حاملاً ساريةَ النصرِ،

يدي بطلانُ،

لا أدعيةٌ تسألني،

 أخصي شعوري،

تولدينَ الجذرَ كاستهلاكِ وقتٍ واصطفاءِ.

شَغـَبٌ يحصدني من أرقِ الحاجةِ

مولودَ هباءِ.

أكثرُ القولِ يرنّ النقرَ إغراقَ احتجاجٍ،

 إنـّني ردُّ هراءِ.

سقطتْ سهواً شظايا من فمي،

 ألفَ انكسارٍ،

تعتلي صهوةَ روحي،

 لغط ٌ يختصرُ الحلمَ،

سأرمي الوجهَ عنـّي،

خذْ مثيلَ البوحِ،

إنـّي مترعٌ بالحبِّ مثلَ الأنبياءِ.

ارسال التعليق

Top